المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

150

4 ـ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّات وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً﴾(1).

والخلاصة: أنّ الناس لو اتّبعوا الرسول لأصبحوا سادة الدنيا والآخرة، وإلّا فلا يكون الأمر أفضل ممّا ترى اليوم من نشوب الحروب وألوان الظلم والجور والاستهتار بالقيم الإنسانيّة والخلقيّة، وتفشّي ألوان البؤس والشقاء والحرمان، والسبب كلّه يعود إلى ما أشرنا إليه من ضعف عقل البشريّة من ناحية، وغلبة الشهوات والأهواء عليه من ناحية اُخرى، فالسيادة والملوكيّة الحقيقيتان في الدنيا والآخرة مرتبطتان باتّباع رسالة السماء.

ويعجبني هنا ذكر هذه الرواية الطريفة: «لمّا أظهر رسول الله(صلى الله عليه وآله) الدعوة بمكّة اجتمعت قريش إلى أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب، إنّ ابن أخيك قد سفّه أحلامنا وسبّ آلهتنا وأفسد شبابنا وفرّق جماعتنا، فإن كان الذي يحمله على ذلك العدم جمعنا له مالاً حتّى يكون أغنى رجل في قريش ونملّكه علينا. فأخبر أبوطالب رسول الله(صلى الله عليه وآله) بذلك، فقال: لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما أردته، ولكن يعطوني كلمة يملكون بها العرب وتدين لهم بها العجم ويكونون ملوكاً في الجنّة. فقال لهم أبوطالب ذلك فقالوا: نعم وعشر كلمات. فقال لهم رسول الله(صلى الله عليه وآله): تشهدون أن لا إله إلّا الله وأ نّي رسول الله. فقالوا: ندع ثلاث مئة وستّين إلهاً ونعبد إلهاً واحداً؟! فأنزل الله تعالى: ﴿وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الاْلِهَةَ إِلهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَاب﴾»(2).

* * *


(1) س 71 نوح، الآية: 10 ـ 12.

(2) راجع تفسير علي بن إبراهيم 2: 228 ـ 229، والآيات في سورة 38 ص، الآية: 4 ـ 5.