المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

155

به من المتّسمين بالصلاح وسلامة النفس، وما إلى ذلك من القرائن يوجب بمجموعه بل ببعضه اليقين بالصدق.

وقد نقل عن قيصر ملك الروم استناده إلى هذا الدليل في تصديق النبيّ(صلى الله عليه وآله)، فإنّه عندما كتب إليه الرسول محمّد(صلى الله عليه وآله) رسالة يدعوه فيها إلى اعتناق دينه الذي أتى به، أخذ ـ بعد استلامه الرسالة ـ يتأمّل في عبارات الرسول وكيفية الكتابة حتّى وقع في نفسه احتمال صدق الدعوى، فأمر جماعة من حاشيته بالتجوّل في الشام والبحث عمّن يعرف الرسول عن قرب وله اطّلاع على أخلاقه ونفسيّاته، فانتهى البحث إلى العثور على أبي سفيان وعدّة كانوا معه في تجارة إلى الشام، فاُحضروا إلى مجلس قيصر فطرح عليهم الأسئلة التالية:

قيصر: كيف نسبه فيكم؟

أبو سفيان: محض أوسطنا نسباً.(يعني أعلانا نسباً).

قيصر: أخبرني هل كان أحد من أهل بيته يقول مثل ما يقول فهو يتشبّه به؟

أبو سفيان: لا، لم يكن في آبائه من يدّعي ما يقول.

قيصر: هل كان له فيكم ملك فاستلبتموه إيّاه فجاء بهذا الحديث لتردّوا عليه ملكه؟

أبو سفيان: لا.

قيصر: أخبرني عن أتباعه منكم، من هم؟

أبو سفيان: الضعفاء والمساكين والأحداث من الغلمان والنساء، وأمّا ذوو الأسنان والشرف من قومه فلم يتبعه منهم أحد.

قيصر: أخبرني عمّن تبعه، أيحبّه ويلزمه أم يقليه ويفارقه؟

أبو سفيان: ما تبعه رجل ففارقه.

قيصر: أخبرني كيف الحرب بينكم وبينه؟