المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

184

ومن الواضح أنّ سير الجبال يلازم سير الأرض؛ لوضوح أنّ الجبال لا تسير في دائرة الأرض، فإن كانت تسير فإنّما تسير ضمن سير الأرض، أمّا أنّه نسب السير إلى الجبال لا إلى الأرض مباشرة فبنكتة أنّ الجبال هي الجانب البارز في النظر من الاستقرار والسكون والثقل، فهي أوتاد الأرض.

 

3 ـ بعض حركات الشمس:

اُشير في القرآن الكريم إلى بعض حركات الشمس التي لم تكن مكشوفة للعلم وقتئذ:

قال الله تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ الليْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَك يَسْبَحُون﴾(1).

وهذا المقطع القرآني المبارك بصدد الإشارة إلى الآيات العظيمة الدالّة على وجود الله سبحانه، وعظمته ووحدانيّته وحكمته وعلمه وقدرته، ونحن الآن لسنا بهذا الصدد؛ لأنّ هذا ما بحثناه في فصول وجود الله وتوحيده وصفاته، وإنّما نحن بصدد الإشارة إلى أنّ بعض الآيات التي ذكرت في هذا المقطع القرآني كان غير معروف أو محسوس، وإنّما كشف العلم عنه بعد قرون متمادية.

وقد كانت تحمل هذه الآيات المباركات قديماً على الحركة الظاهريّة للشمس والقمر التي ترى بالعين من قبيل قوله تعالى: ﴿وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَاب﴾(2).

وفي الوقت الذي كان الناس يعتقدون أنّ الدوران وتبدّل الأبراج ناتج من حركة الأفلاك أو حركة هذه الأبراج السماوية، وأنّ الأرض ساكنة في محلّها،


(1) س 36 يس، الآية: 38 ـ 40.

(2) س 10 يونس، الآية: 5.