المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

186

وأمّا الواقعيّتان: فإحداهما حركة الشمس حول نفسها وقد تسمّى بالحركة الوضعيّة، والاُخرى حركتها مع منظومتها الشمسيّة ضمن المجرّة إلى نقطة معيّنة تسمّى اليوم بنجمة وكا، والتي هي ضمن مجموعة نجوم فلكيّة تسمّى بالجاثي على ركبتيه؛ لأنّها بمجموعها تشكّل هيئة من هو جالس على ركبتيه ومتهيّئ للقيام، وقد تسمّى هذه الحركة بالحركة الانتقاليّة، وهذه ليست حركة دوريّة بل حركة في خط مستطيل.

أمّا القمر فيطوي منازله الثمانية والعشرين التي تكون له قبل المحاق مع أيّام المحاق في شهر كامل، أي إنّ الحركة الدوريّة للقمر في منازلها أسرع من الحركة الدورية التي ترى للشمس في منازلها باثنتي عشرة مرّة؛ لأنّ الشمس تطويها في سنة أي في اثني عشر شهراً، بينما القمر يطويها في شهر.

ويحتمل أن يكون المقصود بقوله: ﴿لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَر﴾ هو هذا المعنى: أي إنّ الشمس لا تدرك القمر في سرعة حركته.

ويحتمل أن يكون المقصود بقوله: ﴿وَلاَ الليْلُ سَابِقُ النَّهَار﴾ أي الليل لا يلتهم النهار ولا يبلعه فيفنيه، بل مدار الليل والنهار يبقيان إلى أن تقوم ساعة انهدام الدنيا، كما يحتمل أن يكون المقصود أنّ النهار خلق قبل الليل ويأتي الليل دائماً عقيب النهار؛ لأنّ الكرة الأرضيّة كما يقال انفصلت عن الشمس بعد أن كانت مندكّة فيها، فكان النهار دائماً ثمّ أعقبه الليل بعد الانفصال.

أمّا قوله تعالى: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيم﴾ فكأنّه يشير ـ والله العالم ـ إلى أنّ القمر قدّر له السير في منازله إلى أن يعود في آخر الشهر قبل المحاق بشكل العرجون القديم، وقد فسّر العرجون بالعود الأصفر المتّصل به عذق التمر، فإذا أصبح قديماً ومضت عليه شهور أصبح ذابلاً واشتدّ اصفراره، فشبّه القرآن الهلال في أواخر الشهر به.