المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

191

لاَ يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا﴾(1).

وكقصّة الهُدهُد، وتفقّد سليمان(عليه السلام) للطير فقال: ﴿مَا لِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لاَُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لاََذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَان مُّبِين * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيد فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإ بِنَبَإ يَقِين * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْء وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُون﴾(2)، وفي هذه الآية الثانية نرى أنّ سليمان(عليه السلام) قدّر للهُدهُد نوع مجازاة لو لم يأته بسلطان مبين.

ثالثاً: إشارة بعض الروايات إلى مجازاة بعض الحيوانات أو القضاء فيما بينها يوم القيامة، إلّا أنّ الظاهر أنّها جميعاً سنّية المصدر كما ورد في مجمع البيان ضمن تفسير الآية (38) من سورة الأنعام ما رووه عن أبي هريرة أنّه قال: يحشر الله الخلق يوم القيامة والدوابّ والطير وكلّ شيء، فيبلغ من عدل الله يومئذ: أن يأخذ للجمّاء من القرناء ثمّ يقول: كوني تراباً، فلذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت تراباً، وعن أبي ذر (وأظنّه يقصد: ورووا عن أبي ذر، عطفاً على قوله:


(1) س 27 النمل، الآية: 18 ـ 19.

وقد روي عن عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام) عن أبيه موسى بن جعفر(عليه السلام) عن أبيه جعفر بن محمّد(عليه السلام) قال: لمّا قالت النملة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُه وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون﴾ حملت الريح صوت النملة إلى سليمان(عليه السلام) وهو مارّ في الهواء والريح قد حملته، فوقف وقال: عليّ بالنملة، فلمّا اُتي بها قال سليمان(عليه السلام): يا أيّتها النملة، أما علمت أ نّي نبيّ الله وأ نّي لا أظلم أحداً؟ قالت النملة: بلى. قال سليمان(عليه السلام): فلم حذّرتهم ظلمي فقلت: يا أيّها النمل ادخلوا مساكنكم؟ قالت النملة: خشيت أن ينظروا إلى زينتك فيفتتنوا بها فيبعدون عن ذكر الله تعالى. اُنظر عيون أخبار الرضا 2: 78، الباب 32، الحديث 8.

(2) س 27 النمل، الآية: 20 ـ 24.