المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

204

عبارة عن حبّات تؤخذ من جبال في السماء فيكاد يبدو في الذهن ـ لولا اكتشافات علميّة أخيرة ـ من الخرافات.

إلّا أنّ الاكتشافات الأخيرة تقول: إنّ المطر حينما يلتقي طبقة باردة في الجوّ، وتتحوّل قطرات منه إلى الثلج تكون تلك القطرات صغيرة جدّاً، ولا تبلغ ابتداءً حجم البَرَد المألوف لدينا نزوله هذا من ناحية، ومن ناحية اُخرى تقول الاكتشافات: إنّ الغيوم وإن كانت تتراءى لنا في ظاهر الحال كأوراق مفروشة في السماء، ولكنّها كما نراها من الطائرات التي تعلوها تكون في جهتها الاُخرى جبالاً سحابيّة، أي ركاماًـ كما عبّر به في القرآن ـ ضخماً مختلف السطوح وليست كوجهها الظاهر لنا من مكان بعيد، وهي تماماً كالجبال الأرضية متفاوتة السطوح ومختلفة الأحجام، ومن ناحية ثالثة تقول الاكتشافات أيضاً: إنّ تلك القطرات الثلجية الصغيرة الضئيلة يأخذ بها الريح لخفّتها يميناً وشمالاً وصعوداً إلى تلك الجبال الغيميّة، وتمتصّ معها مرّة اُخرى رطوبة الجوّ لتتحوّل إلى قشر ثلجيّ جديد في طريقها للنزول، فيكبر بذلك حجم البَرَد، وتتكرّر هذه العمليّة عدّة مرّات إلى أن تبلغ من الكبر ما لا يستطيع الهواء رفعه مرّة اُخرى إلى ما فوق تلك الجبال، فتأخذ طريقها في الهبوط إلى الأرض بحجمها المألوف أو بتعبير القرآن: على شكل البَرَد فقد عرفنا كيف يحمل المطر البَرَد من الجبال.

بل قيل: إنّ من تلك الجبال ما هي متحوّلة إلى ثلوج ناعمة متراكمة(1).

أقول: ويحتمل ـ ولعل هذا يكشفه العلم بالمستقبل ـ وجود جبال هوائيّة باردة، كما يحسّ به اليوم من وجود وِديان هوائيّة قد تجذب الطائرات الصاعدة.

 


(1) راجع پيام قرآن 8: 181 ـ 182.