المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

207

الانتصار تلو الانتصار حتّى اكتمل انتصارهم، وخلع الإيرانيون ملكهم خسرو پرويز ونصبوا مكانه ابنه شيرويه. إذن بدأت انتصارات هرقل ملك الروم بعد تسع سنين من انكساره واكتملت في السنة العاشرة، حيث اكتسح سلطانه الأرض إلى ما يقرب من عاصمة خسرو فهرب وخلعه الإيرانيون وقُتل بعد ذلك.

 

2 ـ دخول المسجد الحرام:

قال تبارك وتعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً﴾(1).

قالوا: عزم رسول الله(صلى الله عليه وآله)على زيارة المسجد الحرام وأداء العمرة في شهر ذي القعدة سنة ست للهجرة، وطلب من المسلمين مصاحبته في هذا العمل فاستجاب كثير منهم. وقد رأى رسول الله(صلى الله عليه وآله) في عالم الرؤيا دخوله مع أصحابه المسجد الحرام لأداء مناسك العمرة، وحدّث المسلمين بذلك، ورؤيا النبي تعتبر بمنزلة الوحي، فتوهّم المسلمون أنّ ذلك سيكون في تلك السنة نفسها.

وسار مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) نحو ألف وأربع مئة نفر وهم لا يحملون من السلاح إلّا السيف الذي يعتبر سلاح السفر ولا يكفي للحرب، وحينما وصلوا إلى عسفان قريباً من مكّة عرفوا أنّ قريشاً صمّمت على منعهم من دخول مكّة، ولكنّهم ساروا إلى الحديبيّة التي كانت تبعد عن مكّة بعشرين كيلو متراً، فوقفت الناقة وزجرها فلم تنزجر وبركت، فقال أصحابه: خلأت الناقة. أي بركت ولم تبرح


(1) س 48 الفتح، الآية: 27.