المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

228

القرآن يربيّ أتباعه على عدم إبراز التضجّر من احتضان الأبوين لدى الكبر ولو بأبسط شيء، وهي قولة ﴿اُفّ﴾ بل أوجب عليهم خفض جناح الذلّ لهما من الرحمة.

والملاحظ أنّ الأمر بخفض جناح الذلّ للأبوين من الرحمة صدر من شريعة نهت على العموم عن التذلّل لغير الله، فنهت عن السجود لغير الله، وعن تقبيل اليد إلّا يداً اُريد بها وجه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وعن السلام على الغنيّ بغير وجه السلام على الفقير لاعتبار ذلك نوع تذلّل للغنيّ.

النكتة الثالثة: إنّك لا ترى قانوناً مفروضاً من قبل سلطان أرضيّ، يطلب من الرعيّة احترام عدوّه والعطف عليه والتعاطف معه بالرحمة والحنان لا لشيء إلّا لحقّ الاُبوّة على الولد، في حين أنّك ترى القرآن قد أمر الولد بذلك بشأن أبويه حتّى ولو كانا مشركين، نعم استثنى عدم طاعتهما في نفس الشرك، وأنت تعلم أنّ من أعدى أعداء الله تعالى هو المشرك به عزّ وجلّ. وأمّا ما ورد في الروايات بصدد احترام حقّ الاُبوّة فقد بلغ مستوى أنّه لا يقاد الوالد بقتل الولد، في حين أنّه يقاد الولد بقتل الوالد(1)، ويقاد أيّ شخص ولو كان عزيزاً بقتل أيّ شخص ولو كان وضيعاً.

 

الثاني ـ الوفاء بالعهد:

قال الله تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً﴾(2).

وقال عزّ وجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُود﴾(3).

 


(1) وسائل الشيعة 29: 77 ـ 80، الباب 32 من قصاص النفس.

(2) س 17 الإسراء، الآية: 34.

(3) س 5 المائدة، الآية: 1.