المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

286

هو؛ إذ لا يعقل افتراض ذلك أجراً للرسول(صلى الله عليه وآله). فهنا يقال: إنّ المقصود قربى الرسول(صلى الله عليه وآله).

الثانية: قوله تعالى: ﴿قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْر فَهُوَ لَكُمْ﴾(1)، فكأنّ الآية تقول: إنّ المودّة في القربى التي سألتكم إيّاها بعنوان الأجر هي في الحقيقة لكم ولصالحكم وليست لي.

الثالثة: قوله تعالى: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إِلاَّ مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً﴾(2)، فيبدو من هذه الآية المباركة أنّ الأجر الذي طلبه منهم وهو المودّة في القربى لم يكن إلّا ليكون ذلك سبيلاً لهم إلى الله سبحانه، وهنا ورد في دعاء الندبة استنتاج أنّهم(عليهم السلام)هم السبيل إلى الله فقال بعد استعراض الآيات الثلاث: «فكانوا هم السبيل إليك، والمسلك إلى رضوانك».

ولنعم ما قال الشيخ الاُزري(رحمه الله) بشأن عائشة مشيراً إلى آية القربي:

حفظت أربعين ألف حديث
ومن الذكر آيةً تنساها
 

ونضيف إلى الآيات التي عرفت دلالتها على أنّ السبيل إلى الله لهذه الاُمّة هم أهل بيت الرسول(عليهم السلام) الروايات المتواترة الدالّة على ذلك، وعلى رأسها الروايات المتواترة الواردة عن الرسول(صلى الله عليه وآله) أنّه قال ما مضمونه: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً»(3). وقد ورد في عدد منها: «لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض»، وفي بعضها: «قد نبّأني


(1) س 34 سبأ، الآية: 47.

(2) س 25 الفرقان، الآية: 57.

(3) راجع بهذا الصدد البحار 23: 106 ـ 118، الباب 7 من أبواب جمل أحوال الأئمّة الكرام(عليهم السلام)ودلائل فضائلهم، وهو باب فضائل أهل البيت(عليهم السلام) والنصّ عليهم جملة، وكتاب ينابيع المودّة 1: 95 ـ 106، فصل حديث الثقلين.