المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

355

دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الاَْيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ﴾(1).

وقد ورد عن عبدالله بن غسيل الملائكة حنظلة تفسير هذه الآية: بأنّ من اُوتي كتابه بيمينه تكتب له سيئاته في ظهر الكتاب فلا يطّلع عليها غيره، ويثق بأنّ المكشوف للناس كلّه حسنات؛ ولهذا يقول: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيهْ﴾(2).

5 ـ قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً﴾(3).

ويظهر من قوله تعالى: ﴿حِسَاباً يَسِيراً﴾ أنّ المحاسبة على السيّئات لابدّ منها ولو كان صاحبها من المؤمنين ومن المغفورين له، إلّا أنّ الحساب سيكون عندئذ حساباً يسيراً وبلطف ومغفرة.

ويظهر من الجمع بين هذه الآية والآية السابقة أنّ الذي يؤتى كتابه وراء ظهره هو الذي يؤتى كتابه بشماله، ولا نعلم هل هذا يعني أنّ المجرم هو الذي يأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره بعمد والتفات، خجلاً ممّا في الكتاب وحذراً من الفضيحة باطّلاع الناس على ما في الكتاب؟ أو يعني أنّ الله تعالى قد شدّ شماله بوراء ظهره؟ أو أنّ رأسه قد ركّب بالشكل الذي يكون وجهه إلى جهة ظهره؟ نعوذ بالله من كلّ ذلك.

ثانيها: الكتاب الجامع لكلّ اُمّة؛ فكأنّ هناك كُتباً بعدد الاُمم من الناس ومن غير الكتب الشخصية، وقيل: إن هذا يستفاد من بعض الآيات كقوله تعالى:


(1) س 69 الحاقّة، الآية: 19 ـ 29.

(2) پيام قرآن 6: 95 ـ 96.

(3) س 84 الانشقاق، الآية: 7 ـ 12.