المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

357

 

الشهادة

 

إنّ المقدار المشار إليه من الشهود في القرآن الكريم اُمور عديدة من قبيل:

1 ـ الله جلّ جلاله.

قال تعالى: ﴿فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُون﴾(1).

2 ـ الأنبياء(عليهم السلام).

قال تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّة بِشَهِيد وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً﴾(2)، وقد احتمل في هذه الآية المباركة تفسيران:

أحدهما: أنّ كلّ نبيّ هو شهيد على اُمّته، والمرجع لاسم الإشارة في قوله ﴿عَلَى هَـؤُلاء﴾ هم اُمّة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، ولعلّ وجه شهادة النبيّ على اُمّته رغم غيابه الظاهري عنهم بعد موته هو عرض أعمال الاُمّة عليه في كلّ اُسبوع أو أقلّ أو أكثر، أو لعلّ له حضوراً في الاُمّة حتّى بعد موته بمستوى لا ندركه نحن.

ثانيهما: أنّ كلّ نبيّ شهيد على اُمّته، ونبيّنا(صلى الله عليه وآله) شاهد على الأنبياء بحضور له في مستوى الرسالة والنبوّة لا ندركه نحن، فيكون المرجع لاسم الإشارة هم الأنبياء.

ويظهر من بعض الآيات أنّ محاسبة كلّ اُمّة يكون بإشراف نبيّها قال الله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّة رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ


(1) س 10 يونس، الآية: 46.

(2) س 4 النساء، الآية: 41.