المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

359

فإذا فعلوا ذلك ختم على ألسنتهم، وينطق جوارحهم بما كانوا يكسبون»(1).

وهنا يأتي سؤال وهو: أنّ الذي ينكر ما شهدت عليه الملائكة ويكذّبهم ينكر ما شهدت عليه الأعضاء أيضا ويكذّبها، فأيّ فرق بينهما؟

ولكن الواقع أنّنا لا نعلم بالدقّة طريقة شهادة الشهود ومنها شهادة الجوارح، فلربّ بعض الشهادات أوضح من بعض وأبعد من قابلية الإنكار، كما هو الحال في هذه الدنيا من قبيل ما نرى من أنّ شهادة الصورة التلفازية أبعد عن قبول الإنكار من شهادة البيّنة العادلة، فلعلّ الأعضاء والجلود تبرز مثلاً ضمن شهادتها الآثار التكوينية الّتي خلّفت الأعمال فيها، فيتجلّى الأمر بشكل يصبح أبعد عن الإنكار.

وورد في الحديث عن الإمام الباقر(عليه السلام):«... وليست تشهد الجوارح على مؤمن، إنّما تشهد على من حقّت عليه كلمة العذاب، فأمّا المؤمن فيعطى كتابه بيمينه...»(2).

5 ـ الأرض.

قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾(3).

وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) سأله أبو كهمس: «يصلّي الرجل نوافله في موضع أو يفرّقها؟ قال: لا بل هاهنا و هاهنا، فإنّها تشهد له يوم القيامة»(4).

 


(1) البحار 7: 312، الباب 16 من أبواب المعاد، الحديث 3.

(2) البحار 7: 318، الباب 16 من أبواب المعاد، الحديث 14، والكافي 2: 32.

(3) س 99 الزلزال، الآية: 4 ـ 5.

(4) البحار 7: 318، الباب 16 من أبواب المعاد، الحديث 15.