المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

380

أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّه﴾(1). قال: لكنّا أهل البيت لا نقول ذلك، قال: قلت: فأيّ شيء تقولون فيها؟ قال: نقول:﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾(2)، الشفاعة والله الشفاعة والله الشفاعة»(3).

وقد اختلفت الروايات في تشخيص أرجى آية في القرآن، فالرواية التي تلوناها آنفاً تشير إلى أنّ أرجى آية هي الآية التي أعطت لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ما يُرضيه، وهو لا يرضى إلّا بأكبر مقدار ممكن من الشفاعة.

وهناك رواية اُخرى رواها صاحب مجمع البيان عن أمير المؤمنين(عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾(4): «ما في القرآن آية أرجى عندي من هذه الآية»(5).

وهناك رواية ثالثة عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أحدهما(عليهما السلام) يقول: إنّ عليّاً(عليه السلام) أقبل على الناس، فقال: أيّة آية في كتاب الله أرجى عندكم؟ فقال بعضهم: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾(6). قال(عليه السلام): حسنة وليست إيّاها: وقال بعضهم: ﴿وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾(7). قال(عليه السلام): حسنة وليست إيّاها. فقال بعضهم: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم﴾(8). قال(عليه السلام): حسنة وليست إيّاها. وقال بعضهم: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ


(1) س 39 الزمر، الآية: 53.

(2) س 93 الضحى، الآية: 5.

(3) تفسير الميزان 1: 176.

(4) س 4 النساء، الآية: 48.

(5) مجمع البيان، في ذيل تفسير الآية.

(6) س 4 النساء، الآية: 116.

(7) س 4 النساء، الآية: 110.

(8) س 39 الزمر، الآية: 53.