المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

381

الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين﴾(1) قال(عليه السلام): حسنة وليست إيّاها. قال: ثمّ أحجم الناس فقال(عليه السلام): ما لكم يا معشر المسلمين؟ قالوا: لا والله ما عندنا شيء. قال(عليه السلام): سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول: أرجى آية في كتاب الله:﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الليْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين﴾(2). وقال(صلى الله عليه وآله): يا علي، والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جوارحه الذنوب، فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شيء كما ولدته اُمّه، فإن أصاب شيئاً بين الصلاتين كان له مثل ذلك حتّى عدّ الصلوات الخمس. ثُمّ قال(صلى الله عليه وآله): يا عليّ، إنمّا منزلة الصلوات الخمس لاُمّتي كنهر جار على باب أحدكم، فما ظنّ أحدكم لو كان في جسده درن ثُمّ اغتسل في ذلك النهر خمس مرّات في اليوم، أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لاُمّتي(3).

ويمكن الجمع بين هذه الروايات الثلاث بافتراض الفرق بينها في النقاط المنظور إليها، فسعة الرجاء تارة ينظر إليها من زاوية سعة دائرة غسل الدرن الذي التصق بالنفس وإزالة الرين الذي التصق بالقلب نتيجة للذنب، فأوسع شيء بهذا الصدد هو أنّ الحسنات يذهبن السيّئات، فعلى المذنبين الذين يحبّون إصلاح أنفسهم أن يلتزموا بفعل الحسنات بعد السيّئات.

واُخرى ينظر إليها من زاوية سعة عدد الأفراد الذين يُرجى لهم النجاة من


(1) س 3 آل عمران الآية: 135 ـ 136.

(2) س 11 هود، الآية: 114.

(3) اُنظر البحار 82: 220، الباب 1 من كتاب الصلاة، الحديث 41.