المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

384

* أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَة ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُون﴾(1).

يبدو من هذه الآيات المباركة أنّه بعد ما يسكن أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار ويكون بينهما حجاب، يمنع هذا الحجاب عن رؤية أحدهما الآخر، ولكنّه لا يمنع سماع الأصوات، فينادي أهل الجنّة أهل النار: هل وجدتم وعد الربّ بالعذاب حقّاً كما وجدنا وعده بالرحمة حقّاً؟ ويسمعون الجواب من أهل النار بالإيجاب.

وتبقى فئة من الناس خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً، فلاهم يعتبرون من أهل النار ولا هم من أهل الجنة، فجُعلوا على مرتفع من المكان يرون أهل الجنة وأهل النار، فإذا صرفت أبصارهم تجاه أهل الجنة سلّموا على أهل الجنّة وهم يطمعون الدخول فيها، وإذا صرفت أبصارهم تجاه أهل النار قالوا: ﴿رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين﴾، وهؤلاء المستضعفون لا يُترَكون من قبل أولياء الله الذين هم مشرفون على الأعراف وسُمّوا برجال الأعراف. وقد ورد في بعض الأحاديث أنّ هؤلاء هم الأئمّة(عليهم السلام)، ففي تفسير القمّي عن الصادق(عليه السلام): «الأعراف: كثبان بين الجنّة والنار، والرجال: الأئمة صلوات الله عليهم»(2)، وفي حديث آخر عن هشام عن الباقر(عليه السلام) «قال: سألته عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ﴾ ما يعني بقوله: ﴿وَعَلَى الأَعْرَاف﴾؟ قال: ألستم تعرفون عليكم عرفاء على قبائلكم لتعرفون(3) من فيها من صالح أو طالح؟ قلت: بلى. قال: فنحن اُولئك الرجال الذين يعرفون كلاًّ بسيماهم»(4)، وهناك تفاسير اُخرى


(1) س 7 الأعراف، الآية: 44 ـ 49.

(2) تفسير القمّي 1: 231.

(3) الظاهر أنّ الصحيح: لتعرفوا.

(4) كنز الدقائق 5: 93.