المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

385

ولا تنافي في ما بينها.

وحاصل ما يستفاد من ظاهر هذه الآيات المباركة ـ والله أعلم بالاُمور ـ أنّ عدداً من أولياء الله يشرفون على الأعراف ويحاولون نجاة هؤلاء المستضعفين، ويخاطبون أهل النار بأنّكم كنتم تقولون عن هؤلاء: أن ﴿لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَة﴾، ثُمّ يشفعون لهم رغم أنف المستكبرين الذين كانوا ينفون رحمة الربّ عنهم، ويقولون لهم: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُون﴾.

وفي تفسير آخر روي عن الصادق(عليه السلام): «الأعراف: كثبان بين الجنّة والنار يوقف عليها كلّ نبيّ وكلّ خليفة نبيّ مع المذنبين من أهل زمانه، كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده، وقد سبق المحسنون إلى الجنّة، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه: انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سبقوا إلى الجنّة. فيسلّم عليهم المذنبون وذلك قوله: ﴿سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُون﴾ أن يدخلهم الله إيّاها بشفاعة النبي(صلى الله عليه وآله) والإمام، وينظر هؤلاء إلى أهل النار فيقولون: ﴿رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين﴾.

وينادي أصحاب الأعراف ـ وهم الأنبياء والخلفاء ـ رجالاً من أهل النار ورؤساء الكفّار يقولون لهم مقرِّعين: ﴿مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ﴾واستكباركم ﴿أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَة﴾ ؟ إشارة إلى أهل الجنّة الذين كان الرؤساء يستضعفونهم ويحتقرونهم بفقرهم ويستطيلون عليهم بدنياهم ويقسمون أنّ الله لا يدخلهم الجنّة. ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾. يقول أصحاب الأعراف لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله عزّ وجلّ لهم بذلك: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُون﴾، أي لا خائفين ولا محزونين»(1).

 


(1) كنز الدقائق 5: 97 ـ 98.