المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

72

المستقبلية، ويتنبّؤون بمقادير ساعات الليل والنهار وطلوع الشمس والقمر وغروبهما، فهل كان ذلك بالإمكان لولا النظم الدقيق في حركات هذه الكواكب؟!

ج ـ لولا تعادل قوّتي الجذب والدفع لجميع الكواكب السيّارة لتضاربت أو تناثرت، ونحن نعلم أنّ قوّة الجذب متناسبة طردياً لأجرام الموجودات وعكسياً لمجذور الفاصل بينها، إذن لابدّ من حفظ النظم الدقيق في مقادير الأجرام وفي الفواصل بينها وسرعة حركتها وبطئها، وهل يمكن ذلك كله من دون دخل علم لا متناه وإدراك بالغ؟!

العبرة:

﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ الليْلِ وَالنَّهَارِ لآيَات لاُِّوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد﴾(1).

انظر في هذه الآيات كيف ربطت بين ملاحظة آيات الله في السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والذي كان هو دليلنا على وجود الله، وبين الاعتبار الروحي بهذه الآيات المذكّرة بالله والنافية لاحتمال خلقها خلقاً باطلاً من دون حساب أو كتاب لمن خُلقت له هذه الآيات ألا وهو الإنسان.

وقد روي عن ابن عمر أنّه قال: «قلت لعائشة: أخبريني بأعجب ما رأيت


(1) س 3 آل عمران، الآية 190 ـ 194.