المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

73

من رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فبكت وأطالت ثُمّ قالت: كلّ أمره عجب، أتاني في ليلتي فدخل في لحافي حتّى ألصق جلده بجلدي ثُمّ قال لي: يا عائشة، هل لك أن تأذني لي الليلة في عبادة ربّي؟ فقلت: يا رسول الله، إنّي لاُحبّ قربك واُحبّ مرادك قد أذنت لك، فقام إلى قربة من ماء في البيت فتوضّأ ولم يكثر من صبّ الماء، ثُمّ قام يصلّي فقرأ من القرآن وجعل يبكي، ثُمّ رفع يديه فجعل يبكي حتّى رأيت دموعه قد بلّت الأرض، فأتاه بلال يؤذنه بصلاة الغداة فرآه يبكي، فقال له: يا رسول الله، أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟! فقال: يا بلال، أفلا أكون عبداً شكوراً؟! ثُمّ قال: ما لي لا أبكي وقد أنزل الله في هذه الليلة:﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض ...﴾، ثُمّ قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكّر فيها». وروي «ويل لمن لاكها بين فكّيه ولم يتأمّل فيها»(1).

وقال الشيخ الطبرسي(قدس سره) في مجمع البيان: «ورد عن الأئمّة من آل محمّد (صلى الله عليه وسلم)الأمر بقراءة هذه الآيات الخمس وقت القيام بالليل للصلاة وفي الضجعة وبعد ركعتي الفجر»(2).

وقد روى الشيخ الطوسي(رحمه الله) بسند صحيح عن معاوية بن وهب قال: «سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول ـ وذكر صلاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) ـ: كان يؤتى بطهور فيخمّر عند رأسه ويوضع سواكه تحت فراشه ثُمّ ينام ماشاء الله، فإذا استيقظ جلس ثُمّ قلّب بصره في السماء، ثُمّ تلا الآيات من آل عمران: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ الليْلِ وَالنَّهَار ...﴾، ثُمّ يستنّ ويتطهّر ثُمّ يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات على قدر قراءته ركوعه، وسجوده على قدر ركوعه، يركع حتّى يقال: متى يرفع رأسه؟ ويسجد حتّى يقال: متى يرفع رأسه؟ ثُمّ يعود إلى فراشه فينام ماشاء الله، ثُمّ يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران، ويقلّب بصره في


(1) تفسير فخر الرازي 9: 133 ـ 134.

(2) مجمع البيان، في ذيل هذه الآيات.