المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

74

السماء، ثُمّ يستنّ ويتطهّر ويقوم إلى المسجد فيصلّي أربع ركعات كما ركع قبل ذلك، ثُمّ يعود إلى فراشه فينام ماشاء الله، ثُمّ يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران ويقلّب بصره في السماء، ثُمّ يستنّ ويتطهّر ويقوم إلى المسجد فيوتر ويصلّي الركعتين، ثُمّ يخرج إلى الصلاة»(1).

وروى حبّة العرني قال: «بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين(عليه السلام) في بقيّة من الليل واضعاً يده على الحائط شبه الواله وهو يقول: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض ...﴾. قال: ثُمّ جعل يقرأ هذه الآيات ويمرّ شبه الطائر عقله، فقال: أراقد يا حبّة أم رامق؟ قلت: رامق، هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن؟ فأرخى عينيه فبكى ثُمّ قال لي: يا حبّة، إنّ لله موقفاً ولنا بين يديه موقف لا يخفى عليه شيء من أعمالنا، يا حبّة، إنّ الله أقرب إليك وإليّ من حبل الوريد، يا حبّة، إنّه لن يحجبني ولا إيّاك عن الله شيء. قال: ثُمّ قال: أراقد أنت يا نوف؟ قال: لا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد ولقد أطلت بكائي هذه الليلة. فقال: يا نوف، إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله عزّ وجل قرّت عيناك غداً بين يدي الله عزّ وجلّ، يا نوف، إنّه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلّا أطفأت بحاراً من النيران، يا نوف، إنّه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله وأحبّ في الله وأبغض في الله، يا نوف، من أحبّ في الله لم يستأثر على محبّته، ومن أبغض في الله لم ينل مبغضيه خيراً، عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان. ثُمّ وعظهما وذكّرهما وقال في أواخره: فكونوا من الله على حذر فقد أنذرتكما، ثُمّ جعل يمرّ وهو يقول: ليت شعري في غفلاتي أمعرض أنت عنّي أم ناظر إليّ؟ وليت شعري في طول منامي وقلّة شكري في


(1) تهذيب الأحكام 2: 334، الباب 15 من كتاب الصلاة، الحديث 233.