المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الأوّل

166

لا تحليليّة، من قبيل النسبة الإضرابيّة(1). هذا تمام الكلام في المقام الأوّل.

 


(1) لا يخفى: أنّ دعوى: أنّ النسب متى ما كان موطنها الأصليّ هو الخارج، وكان الذهن فيها طفيليّاً على الخارج، فهي في الذهن نسب تحليليّة لا واقعيّة أمر صحيح؛ لأنّ البرهان ساقنا إليه، وهو: أنّ نفس تلك النسب يستحيل انتقالها من الخارج إلى الذهن، كما هو الحال في كلّ الاُمور الخارجيّة، سواء كانت نسبيّة أو عينيّة أو عرضيّة، ومثل تلك النسب يستحيل وجودها في الذهن؛ لأنّ الذهن ليس فيما بين تصوّراته ظرفيّة مثلاً أو صدوريّة أو نحو ذلك. وشبيه تلك النسب لو وجد في الذهن استحال حكايته عن الخارج، ومفهوم تلك النسب لو وجد في الذهن لم يخلق الربط بين المعاني الاسميّة في الذهن، لأنّ مفهومها بنفسه اسم يحتاج إلى ربط، فإذا استحالت كلّ الشقوق الأربعة لم يبق شيء عدا افتراض النسب التحليليّة، ولكن دعوى أنّ النسب متى ما كان مولدها وموطنها الأصليّ هو الذهن، إذن فهي واقعيّة لا تحليليّة دعوىً لا برهان عليه. فصحيح: أنّ البرهان الذي ذكر لتحليليّة القسم الأوّل لا يأتي في القسم الثاني، ولكن هذا لا يعني ضرورة كون القسم الثاني دائماً واقعيّاً لا تحليليّاً، بل يمكن أن يكون واقعيّاً ويمكن أن يكون تحليليّاً، وبهذا نستطيع أن نفسّر الفرق بين نسبة الإضافة ونسبة التوصيف. فنسبة الإضافة كما في «غلام زيد» تحليليّة وتحصيصيّة، والموطن الأصليّ لهذه النسبة هو الخارج؛ لأنّه توجد في الخارج الاثنينيّة بين الطرفين، وهما غلام وزيد، ويوجد ربط بينهما، بينما النسبة الوصفيّة كما في «زيد العالم»، أو «الرجل العالم» وإن كانت أيضاً تحليليّة وتحصيصيّة؛ لأنّها نسبة ناقصة، ولكنّها ليست نسبة مأخوذة من الخارج، بل يكون موطنها الأصليّ هو الذهن؛ لأنّ وجود النسبة الواقعيّة في أيّ صقع فرع الاثنينيّة والتعدّديّة بين الطرفين في ذاك الصقع، ولا يوجد في عالم الخارج تعدّد بين زيد والعالم، أو بين الرجل والعالم. وهذا هو عين البرهان الذي سيأتي ـ إن شاء الله ـ من قبل اُستاذنا على واقعيّة النسبة بين المبتدأ والخبر. وأمّا ما ورد في كتاب السيّد الهاشميّ حفظه الله، ج 1، ص 270 في نسبة الوصف والموصوف، فلو كان المقصود منه ما قد توحي إليه عبارته من أنّ النسبة الوصفيّة إنّما صارت تحليليّة لأنّها تحكي عن النسبة التصادقيّة الذهنيّة، ولعلّه لهذا قالوا: إنّ الأوصاف