المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الأوّل

385

قبل النفس(1).

وأمّا الحلّ، فمجاله في الفلسفة لا هنا، ولكنّنا نقول إجمالاً: إنّ النفس ليست بسيطة بذاك المعنى الذي تطبّق على تصويراتها قاعدة (أنّ الواحد لا يصدر عنه إلاّ الواحد)، بل يمكن صدور متعدّد منها بقطع النظر عن القوى.

الوجه الثاني: ما ذكره المحقّق الإصفهانيّ(رحمه الله)(2)، وهو مبنيّ على أساس أمرين:

الأمر الأوّل: أنّ وجود اللفظ وجود لماهيتين دائماً، فهو وجود حقيقيّ لماهية اللفظ، ووجود تنزيليّ لماهية المعنى؛ لأنّ اللفظ اعتبر وجوداً للمعنى، وعندئذ نقول: إنّ الوجود التنزيليّ لماهية المعنى مع الوجود الحقيقيّ لماهية اللفظ أحدهما عين الآخر، فتعدّد أحدهما يساوق تعدّد الآخر، ووحدة أحدهما يساوق وحدة الآخر؛ لأنّهما شيء واحد.

والأمر الثاني: أنّ الوجود والإيجاد شيء واحد أيضاً، إذن فتعدّد الإيجاد يساوق تعدّد الوجود، ووحدته تساوق وحدة الوجود.

وعلى ضوء هذين الأمرين نقول: إنّ الاستعمال عبارة عن إيجاد الوجود التنزيلي للمعنى، فإذا اُريد استعماله في معنيين، فهناك استعمالان، أي: هناك إيجادان تنزيليّان، وقد قلنا: إن الإيجاد عين الوجود.

فإذا تعدّد إيجاد المعنى إيجاداً تنزيليّاً كان هناك وجودان تنزيليّان بحكم الأمر الثاني، وإذا كان هناك وجودان تنزيليّان فهناك وجودان حقيقيّان للّفظ بحكم الأمر الأوّل، فنحتاج إلى وجودين حقيقيّين للّفظ، بينما لا يوجد ذلك، إذن


(1) راجع المحاضرات للفيّاض، ج 1، ص 206 بحسب طبعة مطبعة النجف.

(2) راجع نهاية الدراية، ج 1، ص 88 ـ 89 بحسب طبعة مطبعة الطباطبائيّ بقم. وراجع أيضاً بحوث في علم الاُصول للشيخ الإصفهانيّ(رحمه الله)، ص 42 ـ 43.