المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الأوّل

465

العقل إلى فعل وذات(1).

3 ـ أن لا تكون النتيجة عبارة عن الذات المخلوقة، ولا تُقصد بها صورة تبقى منفصلة عن الفعل في مادّة اُخرى، بل يُقصد بها ما هو في واقعها نفس الفعل كالقيام والشرب والأكل، وما إلى ذلك ممّا يكون مخلوقاً للفاعل من دون أن يكون ذاتاً، فهذا المخلوق أيضاً هو عين الخلق كما في القسم الثاني، ولكنّه أيضاً ينحلّ عرفاً أو عقلاً إلى خلق ومخلوق بنفس روح التحليل في القسم الثاني، وإن كان التحليل هنا أخفى منه في القسم الثاني؛ إذ كون العمل هناك متمثّلاً في ذات ما يساعد على التحليل أكثر، ولكن مع ذلك يحلّل القيام الذي هو شيء واحد حقيقة بنحو من العناية والاعتبار إلى مرحلتين: مرحلة إيجاد القيام، ومرحلة انوجاد القيام، أو قل: مرحلة الخلق بالمعنى المعقول في غير الله سبحانه وتعالى، ومرحلة المخلوق، أو قل: مرحلة كونه حدثاً يصدر عن الفاعل مثلاً، ومرحلة كونه موجوداً بالذات في الخارج، والمرحلة الاُولى يعبّر عنها بالمصدر، والمرحلة الثانية يعبّر عنها باسم المصدر دون أخذ نسبة في أحدهما(2).

 


(1) وهذه الذات إن لوحظت بوصفها مباينة للفعل كما هو المفهوم من كلمة المخلوق، كانت أجنبيّة عن معنى اسم المصدر، وإن لوحظت بما لها من نوع اتّحاد مع الفعل أو المصدر، كان هذا عبارة عن الخلق بالمعنى الاسم المصدريّ.

(2) فالقيام بالمعنى الأوّل يسمّى مصدراً، وبالمعنى الثاني يسمّى اسم مصدر. ثمّ إنّه مضى عن الشيخ النائينيّ(رحمه الله) دعوى الفرق بين المصدر واسم المصدر بأنّ الثاني موضوع للحدث متقيّداً بواسطة الهيئة بعدم الانتساب إلى الذات، أي: ملاحظة الحدث بما هو شيء في مقابل الذات، والأوّل موضوع للحدث مع إلغاء هذا التقييد بواسطة هيئته، ومضى عن اُستاذنا الشهيد(قدس سره): أنّ هذا بظاهره لا يمكن المساعدة عليه، وكأنّ قوله(قدس سره): (هذا بظاهره...) ←