المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الأوّل

470

في مدلول هيئة المشتقّ، ودعوىً إثباتيّة، وهي: أنّ اللابشرطيّة اُخذت فيه:

أمّا الدعوى السلبيّة فاستدلّ عليها بعدّة وجوه في كلمات المحقّق الدوّانيّ والمحقّق النائينيّ(رحمهما الله):

الأوّل: ما ذكره المحقّق الدوّانيّ(رحمه الله)(1) من أنّه إن رأينا جسماً أبيض، فالمحسوس بالذات هو نفس البياض لا الذات؛ لأنّ ما يحسّه الحسّ البصريّ إنّما هو اللون والضوء دون ذات الجسم، وحينئذ لو لم يقم عندنا برهان على أنّ البياض عرض، وأنّه يحتاج إلى ذات، وكنّا نحتمل قيامه بذاته بلاحاجة إلى جسم وراءه، فهل كنّا نصف ما نراه بأنّه أبيض، أو لا؟ طبعاً لا إشكال بحسب الوجدان العرفيّ في أنّنا نصفه بذلك بلا انتظار لبرهان الفلاسفة على كونه عرضاً عارضاً على الذات، فلو كان المشتقّ اُخذ فيه المبدأ والذات والنسبة، إذن لما أمكن توصيفه بأنّه أبيض قبل قيام البرهان على كونه عرضاً قائماً بالذات.

وهذا البيان من المحقّق الدوّانيّ(رحمه الله) في الحقيقة تعقيد وتطويل للمسافة بلا موجب، ويمكن توسيع هذا البيان بأن نقول: إنّه حتّى بعد قيام البرهان على عرضيّة البياض للذات أيضاً نصف نفس العرض، فنقول: البياض أبيض(2) والنور نيّر، كما نقول أيضاً: الوجود موجود، فبإمكان المحقّق الدوّانيّ أن يستدلّ بهذه الإطلاقات، ويقول: إذا فرض أخذ نفس النسبة والذات في المشتقّ، فكيف صحّ


(1) نقل الشيخ الإصفهانيّ(رحمه الله) هذا الوجه عن الحكيم السبزواريّ(رحمه الله) في تعليقاته على الأسفار عن المحقّق الدوّانيّ(رحمه الله). راجع نهاية الدراية، ج 1، ص 131 بحسب طبعة مطبعة الطباطبائيّ بقم.

(2) وهذا الوجه هو الذي نقله الشيخ الإصفهانيّ(رحمه الله) عن بهمنيار تلميذ الشيخ الرئيس، راجع نهاية الدراية، ج 1، ص 131 بحسب طبعة مطبعة الطباطبائيّ بقم.