المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الأوّل

67

انحصار البحث في كلّ علم بالعارض الذاتيّ لموضوعه:

وأمّا النقطة الثانية، وهي: أنّه لماذا لا يحقّ للعلم أن يبحث عن غير العرض الذاتيّ لموضوعه؟

فقد جاء في كلمات جملة من الأعلام الاستشكال في ذلك، فذكر المحقّق الإصفهانيّ(قدس سره): أنّه لا وجه لحصر أبحاث العلم في البحث عن العوارض الذاتيّة(1). وذكر السيّد الاُستاذ (دامت بركاته) أيضاً: أنّه ليس من الضروري حصر البحث في مسائل العلم في البحث عن العارض الذاتيّ لموضوع العلم، بل ولا في البحث عن العارض الذاتيّ لموضوع المسألة، فيمكن عقد مسألة لها موضوع، ويبحث عن العوارض الغريبة لذلك الموضوع(2).

أقول: إنّ نكتة تخصيص الفلاسفة لأبحاث العلوم بالبحث عن العوارض الذاتيّة للموضوع تظهر ـ حسب مبانيهم ـ بعد الالتفات إلى مقدّمتين موضّحتين لمقصودهم في المقام:

الاُولى: ما مضى من أنّ المقصود من الذاتيّة إنّما هي الذاتيّة بلحاظ النسبة المنشَأيّة، لا الذاتيّة بلحاظ النسبة المحلّيّة.

والثانية: أنّهم إنّما اشترطوا كون البحث عن العوارض الذاتيّة في خصوص البحث البرهانيّ دون غيره كالجدل والخطابة والسفسطة، والعلم الحقّ في نظرهم إنّما هو العلم البرهانيّ.


(1) راجع نهاية الدراية، ج 1، ص 26، بحسب طبعة آل البيت.

(2) راجع أجود التقريرات، ج 1، ص 5 ـ 7، تحت الخطّ بحسب الطبعة المعلّق عليها من قبل السيّد الخوئيّ(رحمه الله)، وراجع المحاضرات للشيخ الفيّاض، ج 1، ص 24 بحسب الطبعة الثالثة لنشر دار الهاديّ للمطبوعات بقم.