المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثاني

513

قرن أو زمان، من قبيل ما عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): يحمل هذا الدين في كلّ قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين، وتحريف الغالين، وانتحال الجاهلين كما ينفي الكير خبث الحديد»(1)، بتقريب أنّ حماية الدين بالنسبة للرواة فرع حجّيّة رواياتهم.

لكنّك ترى أنّ هذا الحديث لم ينسب حماية الدين إلى الرواة، وما فيه من نفي تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين ليس من شأن الرواة بما هم رواة ونقلة للألفاظ، وإنّما هو من شأن العارفين بمعارف الإسلام العالمين بكيفيّة حمل رسالة الإسلام وإثباته للناس، ودفع الشبهات عنه وردّ المعاندين والمشكّكين بالعلم والمنطق والبرهان والمحاجّة، وهذا لا علاقة له بالراوي بما هو راو وناقل، وإنّما المقصود منه المجتهدون في الإسلام اجتهاداً كاملاً اُصولاً وفروعاً ومن جميع جهاته.

الطائفة التاسعة: ما دلّ على حفظ الكتب والترغيب في الكتابة، من قبيل:

1 ـ ما عن عبيد بن زرارة قال: «قال أبو عبدالله(عليه السلام): احتفظوا بكتبكم، فإنّكم سوف تحتاجون إليها»(2).

2 ـ ما عن أبي بصير قال: «دخلت على أبي عبدالله(عليه السلام) فقال: ما يمنعكم من الكتاب إنّكم لن تحفظوا حتّى تكتبوا، إنّه خرج من عندي رهط من أهل البصرة سألوني عن أشياء فكتبوها»(3).


(1) الوسائل، ج 18، ب 11 من صفات القاضي، ح 43، ص 109.

(2) الوسائل، ج 18، ب 8 من صفات القاضي، ح 17، ص 56.

(3) مستدرك الوسائل، ج 3، ب 8 من صفات القاضي، ح 28، ص 183. ونظيره ما في الوسائل، ج 18، ب 8 من صفات القاضي، ح 16، ص 56.