المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثالث

175


الاستبصار ـ بحسب الطبعة الجديدة المطبوعة في أربع مجلّدات ـ روايات يكون المقطع الأوّل من سندها ما يلي: (أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه)(1)، واقتصر على ذكر هذا السند فحسب. ولو لم تكن له شهادة حسّيّة بوثاقة الحسين بن عبيد الله الغضائريّ وأحمد بن محمّد بن يحيى كان من المستبعد إلى حدّ الاطمئنان أن يقتصر في كلّ هذه الروايات على هذا السند مع امتلاكه لما لا شكّ في صحّته من سند إلى محمّد بن يحيى العطّار، وهو سنده إلى الكلينيّ، عن محمّد بن يحيى العطّار كما ورد في المشيخة. ولئن اختصّ هذا السند بكلّ ما رواه في التهذيبين عن كتب محمّد بن يحيى العطّار فإنّنا لا نشكّ أنّ أكثر هذه الروايات أو جميعها قد أخذها من كتب محمّد بن يحيى العطّار؛ إذ لا يوجد قبله عدا الحسين بن عبيد الله الغضائريّ وأحمد بن محمّد بن يحيى، والأوّل قد نقل الشيخ عنه بعنوان (أخبرنا)، وهذا يعني أنّه لم يأخذها من كتابه، على أنّ الحسين بن عبيد الله ليست له كتب روائيّة، والثاني ليس له كتاب. وأمّا مَن بعد محمّد بن يحيى فهو ليس شخصاً معيّناً في جميع تلك الروايات، فإنّ السند من بعد محمّد بن يحيى العطّار يختلف كثيراً باختلاف تلك الروايات، وإنّما القاسم السنديّ المشترك فيما بينهما هو المقطع الأوّل من السند، وهو الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه محمّد بن يحيى العطّار، وهذا يدلّ على أنّه أخذ كلّ تلك الروايات أو جلّها من كتاب محمّد بن يحيى العطّار لا ممّن قبله ولا ممّن بعده، ومن البعيد أن يكون له سند واضح


(1) راجع بهذا الصدد أحمد بن محمّد بن يحيى في تفصيل طبقات الرواة للسيّد الخوئيّ(رحمه الله)، ج 2، ص 706.