المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثالث

182

رواية الأذان بنكتة أنّ المقصود من عنوان (إسماعيل الجعفيّ) في الروايات عادةً هو إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفيّ، فلمّا كان المقصود في خصوص هذه الرواية ابن جابر احتاج ذلك إلى التنبيه عليه حتّى لا يحمل على ما هو المتعارف، فنبّه النجاشيّ على ذلك.

ويشهد لكون المقصود من إسماعيل الجعفيّ حينما يطلق هو إسماعيل بن عبد الرحمن أنّه لا توجد رواية ـ بعد التتبّع في الكتب الأربعة ـ لإسماعيل الجعفيّ يروي عن غير الإمام الباقر(عليه السلام). نعم، إسماعيل بن جابر يروي في المئة خمساً وتسعين عن الإمام الصادق(عليه السلام)، فلو ضممنا هذه الملازمة الاتّفاقيّة إلى ما نعرفه من أنّ ابن عبد الرحمن هو من أصحاب الإمام الباقر(عليه السلام)، وأنّه بقي إلى حياة الإمام الصادق(عليه السلام)، ولا يذكر في تأريخه أنّه روى شيئاً عن الإمام الصادق(عليه السلام)بخلاف ابن جابر، فإنّه من أصحاب الصادق(عليه السلام)لاستبعدنا هذه الصدفة. فلو فرض أنّ إسماعيل الجعفيّ هو ابن جابر فكيف اتّفق صدفةً أنّه متى ما عنون بعنوان إسماعيل الجعفيّ يروي عن الإمام الباقر(عليه السلام)، ومتى ما عنون بعنوان إسماعيل بن جابر ففي المئة خمساً وتسعين يروي عن الإمام الصادق(عليه السلام)وتكون روايته عن الباقر(عليه السلام) قليلة جدّاً. وحلّ هذه الصدفة هو إبداء احتمال أن يكون المراد بإسماعيل الجعفيّ عادةً هو إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفيّ الراوي عن الباقر(1). وفي خصوص رواية الأذان يعرف أهل الخبرة أنّ إسماعيل الجعفيّ


(1) قد يكون هذا قرينة ناقصة على صحّة حدس الشيخ التستريّ الذي ادّعى في رجاله أنّ إسماعيل بن عبد الرحمن هو الجعفي. وأمّا إسماعيل بن جابر فهو خثعميّ وليس جعفيّاً، وأنّ السبب في هذا الاشتباه أنّ جابر الجعفيّ مشهور فتخيّل أنّ إسماعيل بن جابر