المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثالث

271

المعلوم بالتفصيل قلنا: إنّ هذا اللازم موجود، فهذا الجامع المتخصّص بتلك الخصوصيّة إن كان في هذا الطرف فليس في ذاك الطرف وبالعكس، وإن فرض أنّه لم يكن متخصّصاً بتلك الخصوصيّة فلا محالة يتحتّم الانحلال ويقطع بانطباق المعلوم بالإجمال على هذا الفرد فيتمّ الوجه الثاني.

وقد تحصّل من جميع ما ذكرناه: أنّه إن كان هناك انحلال فلابدّ لإثباته من إثبات تلك النكتة، وهي أنّ الجامع لم يتخصّص بخصوصيّة محتملة الإباء عن الانطباق على الفرد المعلوم تفصيلاً، فلو أثبتنا ذلك فالانحلال برهانيّ، وإلاّ لم يمكن المصير إلى الانحلال إلاّ بنكتة اُخرى سوف تظهر إن شاء الله.

وقد قرّب في المقام عدم الانحلال بوجوه يرجع حاصلها إلى تقريبات ثلاثة:

التقريب الأوّل: دعوى أنّ الوجدان حاكم بعدم الانحلال ووجود علمين في النفس.

ومن الغريب أنّ الوجدان ادّعي من قِبل كلتا المدرستين، فمدرسة المحقّق النائينيّ(قدس سره)تدّعي الوجدان على الانحلال(1)، ومدرسة المحقّق العراقيّ(رحمه الله) تدّعي الوجدان على عدمه(2).



(1) راجع فوائد الاُصول، ج 4، ص 14.

(2) لعلّه(رحمه الله) ينظر إلى ما جاء في المقالات، ج 2، ص 66 من بيان عدم انحلال العلم الإجماليّ بالعلم التفصيليّ؛ إذ كلّ واحد من العلمين متعلّق بصورة غير الاُخرى؛ إذ الصورة الإجماليّة مباينة للصورة التفصيليّة ذهناً وإن اتّحدتا أحياناً في الخارج، ومع اختلافهما فكلّ علم متقوّم بمتعلّقه بلا موجب لقلب أحدهما بالآخر، والإجمال في نفس الذات باق على حاله وإن تحقّق علم تفصيليّ بأحدالطرفين كما هو الظاهر. انتهى مع تغيير يسير في التعبير ومع حذف ما لا يعنينا الآن.