المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الرابع

535

فإنّ الظاهر أنّ الذي كان يتصوّر من الضرر في حقّه تعالى هو تأثّره وتأذّيه من قبيل تأثّر المؤمن حينما يرى المعاصي، لا نقصان ماله مثلاً، وقوله تعالى: ﴿لن يضرّوكم إلّا أذى(1) وقد فسّر الأذى بالمشاغبة.

نعم، تعيّن حمل هذه الآيات على إرادة الضرر لا الضرار مبنيّ على دعوى: أنّ الضرار مصدر للمفاعلة لا للثلاثي، وقد استعمل الضرار في بعض الآيات فى مورد النقص، كما في قوله تعالى: ﴿مِن بَعْد وصيّة يوصى بها أو دين غيرَ مضارّ(2) بناءً على أنّ (الضرار) مصدر لفاعَلَ دون الضرر ـ وعلى العكس من ذلك مصدر فَعَلَ ـ وقد فسّرت الكلمة هنا بأن يدّعي دَيْناً على نفسه لشخص كذباً فيضّر بذلك الورثة لورود النقص على مالهم.

وعلى أيّ حال، فالمتفاهم عرفاً من الضرار هو ما ذكرناه من الضرر مع لحاظ شيء من التأكّد والعناية في الجانب الخارجي منه، أو في الجانب النفسي منه، والمتعيّن في المقام هو الثاني كما مضى.

 


(1) س 3 آل عمران، الآية 111.

(2) س 4 النساء، الآية 12.