المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الخامس

683

 

 

 

مفاد الأخبار العلاجية في الخبرين المتعارضين

 

الجهة الثالثة: في ما هو مفاد الأخبار العلاجية في الخبرين المتعارضين، فإن كان مقتضى الأخبار العلاجية في المقام موافقاً لمقتضى القواعد فهو، وإلاّ قدّم ـ طبعاً ـ مقتضى الأخبار العلاجية على مقتضى القواعد. والكلام في ذلك يقع في ثلاثة أبحاث:

الأوّل: في الأخبار التي يستدلّ بها للتخيير.

الثاني: فيما يجعل دالا على الاحتياط، أو التوقّف، أو نحو ذلك ممّا يكون معارضاً لأخبار التخيير إن تمّت في نفسها سنداً ودلالة.

الثالث: فيما قد يجعل مقيّداً ومخصّصاً لأخبار التخيير كأخبار الترجيح. وبعد ذلك نتكلّم في تنبيهات المسألة.

 

أخبار التخيير

أمّا البحث الأوّل ، فهناك عدّة روايات يستدلّ بها لما ذهب إليه المشهور من التخيير.

فمنها: ما في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى والحسن بن محبوب جميعاً، عن سماعة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) «سألته عن الرجل اختلف عليه رجلان من أهل دينه في أمر كلاهما يرويه، أحدهما يأمر بأخذه والآخرينهاه عنه، كيف يصنع؟ فقال: يرجئه حتّى يلقى من يخبره، فهو في سعة حتّى يلقاه»(1).

وسند الحديث تامّ لا إشكال فيه. أمّا دلالته فقد يستفاد التخيير من قوله: (فهو في سعة حتّى يلقاه) أي: في سعة من الأخذ بأيّهما شاء، فكأنّ قوله: (يرجئه) راجع إلى اكتشاف الحكم الواقعي، فيقول: إنّه يرجىء تشخيص ما هو الصحيح واقعاً حتّى يلقى من يخبره وهو الإمام مثلا. وأمّا وظيفته الفعلية فهي التخيير.


(1) الوسائل: كتاب القضاء، ب 9 من أبواب صفات القاضي، ح 5، ص 77، ج 18 بحسب الطبعة ذات عشرين مجلّداً وص 108 ج 27 بحسب طبعة آل البيت.