المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الخامس

701

فإنّ الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات(1)، وهذا ينافي أخبار التخيير؛ لأنّ مفاده الإرجاء والتوقّف، وينافي مقتضى القاعدة؛ لأنّ مقتضى القاعدة هو رفع اليد عن الخبرين والرجوع إلى القواعد والأدلّة الاُخرى، لا التوقّف في العمل والإرجاء حتّى يلقى الإمام.

وعلى أيّ حال، فهذا الحديث من حيث الدلالة سوف يأتي البحث عنه ـ إن شاء الله ـ في أخبار الترجيح.

وأمّا من ناحية السند فعمر بن حنظلة لم يوثّق في كتب الرجال، ولكنّنا نثبت وثاقته بناءً على ما حقّق في محلّه من كفاية نقل أحد الثلاثة عن أحد لإثبات وثاقته، وهم ابن أبي عمير، والبزنطي، وصفوان بن يحيى، فإنّه وإن لم يروِ أحد منهم عن عمر بن حنظلة، ولكن قد روى يزيد بن خليفة أنّه قال للإمام(عليه السلام): إنّ عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت، فقال: (إذاً لا يكذب علينا)(2) فهذا توثيق من قبل الإمام الصادق (عليه السلام) لعمر بن حنظلة، والراوي لهذا الحديث وهو يزيد بن خليفة لم يوثق لكن قد روى عنه صفوان بن يحيى على ما جاء بسند معتبر في الكافي في باب كفارة الصوم وفديته(3).

 

أخبار الترجيح

 

وأمّا البحث الثالث: وهو في ما قد يجعل مقيِّداً لأخبار التخيير، وهي أخبار الترجيح فنحن نجعل محور الكلام في ذلك رواية الشيخ الراوندي في رسالة ألّفها في أحوال أحاديث أصحابنا وإثبات صحّتها عن محمّد وعليّ ابني عليّ بن عبد الصمد، عن أبيهما، عن أبي البركات عليّ بن الحسين، عن أبي جعفر بن بابويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أيّوب


(1) نفس المصدر: ح 1.

(2) الوسائل: ج 3، ب 10 من المواقيت ح 1، ص 114، وبحسب طبعة آل البيت ج 4، ص 156.

(3) ح 6، ص 144، ج 4 بحسب طبعة الآخوندي والحديث ما يلي، ابو علي الاشعري، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن يزيد بن خليفة، قال: «شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السلام)فقلت: إنّي اصدع إذا صمت هذه الثلاثة الأيّام ويشقّ عليّ، قال: فاصنع كما أصنع إذا سافرت، فإنّي إذا سافرت تصدّقت عن كلّ يوم بمدّ من قوت أهلي الذي أقوتهم به.

والحديث موجود في الوسائل: ج 7، ب 11 من الصوم المندوب، ح 2، ص 317، وبحسب طبعة آل البيت ج 10، ص 433.