المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الخامس

706

بشكل من الأشكال أصلا، ولم يقعا في طرق الإجازات المتعارفة، ومن البعيد أن يكون الشيخ الراوندي يروي عن أولاد عليّ بن عبد الصمد في حين أنّ ابن شهر آشوب الذي هو في الطبقة المتأخّرة عن الراوندي في الجملة ويروي عن الراوندي يروي عن نفس عليّ بن عبد الصمد، فبهذه المناسبات يقوى احتمال أنّ هناك خطأً، وأن يكون السند محمّداً وعليّاً ابني عبد الصمد وهما وإن كان لا اشكال في وثاقتهما وعلمهما وفقههما، إلاّ أنّ الإشكال في أبيهما؛ لأنّ عبد الصمد غير معلوم في المقام، فيسقط سند الرواية عن الحجّيّة.

وهذا الإشكال ـ أيضاً ـ غير وارد؛ لأنّ من الواضح أنّ سعيد بن هبة الله الراوندي إنّما يروي عن محمّد وعليّ ابني عليّ بن عبد الصمد، لا محمّد وعليّ ولدي عبد الصمد، وقد تكرّر ذلك في كتاب قصص الأنبياء على ما يبدو من كتاب رياض العلماء، حيث إنّ مؤلّف كتاب رياض العلماء يأخذ مقتطفات من كتاب قصص الأنبياء ويتكرّر هذا السند كثيراً في تلك المقتطفات، وهو محمّد وعليّ ابنا عليّ بن عبد الصمد، وقد ذكر في ترجمة سعيد بن هبة الله الراوندي في كلام جملة من العلماء حينما ذكرت مشايخه عنوان محمّد وعليّ ابني عليّ بن عبد الصمد، لا محمد وعلي ابنا عبد الصمد(1).

وهنا كأنّه يوجد تشويش من ناحية تشابه الأسماء، وهنا أذكر عبارة أمل الآمل، ثمّ أُبيّن بعد ذلك ما هو الصحيح في رفع التشويش:

إنّ الشيخ الحرّ (رحمه الله) ترجم في أمل الآمل عدّة أشخاص فقال: محمّد بن عليّ بن عبد الصمد النيسابوري فاضل جليل من مشايخ ابن شهر آشوب(2).

وقال: محمّد بن عبد الصمد النيسابوري عالم فاضل جليل القدر من مشايخ ابن شهر آشوب(3).

وقال: عليّ بن عليّ بن عبد الصمد التميمي النيسابوري فقيه ثقة قرأ على والده وعلى ابن الشيخ الطوسي(4).

وقال: الشيخ علي بن عبدالصمد التميمي السبزواري فقيه ديّن ثقة قرأ على الشيخ أبي


(1) راجع كتاب رياض العلماء: ج 2، ص 426 ـ 437.

(2) أمل الآمل: ج 2، ص 287.

(3) نفس المصدر: ص 278.

(4) نفس المصدر: ص 194.