المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

101

حتّى نعرف أنّه بقدر عمق هذا المرض في جسم الاُمّة الإسلاميّة لابدّ وأن يفكّر في العلاج أيضاً بتلك الدرجة من العمق.

وإذا كان من المقدّر ـ كما فهمنا في محاضرة سابقة ـ أنّ العلاج الوحيد للحالة المَرضيّة الثانية هذه هو التضحية، فبقدر ما يكون هذا المرض عميقاً في جسم الاُمّة يجب أن تكون التضحية أيضاً عميقةً مكافئةً لدرجة عمق هذا المرض في جسم الاُمّة، وهذا المرض كان يشمل كلّ قطّاعات الاُمّة(1)، عدا بصيص هنا وهناك تجمّع على الإمام الحسين (عليه السلام) خلال خطّ عمله وحركته.

المشهد الأوّل: التخويف بالموت من عقلاء المسلمين:

نلاحظ كيف أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) حينما قرّر السفر من المدينة إلى مكّة، أو في النهاية حينما قرّر الهجرة من الحجاز متّجهاً إلى العراق، متّجهاً إلى تسلّم مسؤوليّاته كشخص ثائر حاكم على طواغيت بني اُميّة.. نرى كيف أنّ هذا الإمام الذي رُسِمَ له هذا الخطّ، كيف كان يتلقّى من كلّ صوب وحدب النصائح من عقلاء المسلمين ـ أو مَن يسمّون يومئذ



(1) تقدّم ذلك تحت عنوان: مبرّرات الإمام الحسين (عليه السلام) في اختيار (الموقف الرابع).