المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

120

ولكنّ الشرطة كانت أوهام هذه الاُمّة التي فقدت شجاعتها وإرادتها، هذه الاُمّة التي فقدت شخصيّتها خُيِّل لها أنّ هذا القصر هو جبروت الحكّام، هذا القصر هو المعقل الذي لا يمكن اجتيازه، بينما هذا القصر كان أجوف؛ لم يكن فيه شرطة ولا جيش، ولم يكن فيه سلاحٌ بالقدر الكافي الذي يمكن أن يصمد أمام عشرة فقط.

قال: «أين ذهب المسلمون؟ عشرة فقط، عشرة فقط يكفون لإنقاذي، يكفون للقضاء على هذا القصر، ويكفون لاحتلال هذا القصر».

شريح القاضي يقول: «أنا رجعت إلى عمرو بن الحجّاج وأنا مكلَّف بأن اُؤدّي الشهادة الشرعيّة بأنّ هانئ بن عروة حيّ؛ حتّى يرجع عمرو بن الحجّاج»؛ لأنّ عمرو بن الحجّاج والأربعة آلاف الذين جاؤوا معه قصارى همِّهم أن يكون هذا حيّاً، ليس لهم همٌّ وراء أن يكون هذا حيّاً، يقول شريح القاضي: «رجعت، فهممت أن اُبلّغ عبارة هانئ بن عروة لعمرو بن الحجّاج، وأقول له: إنّ هانئاً يطلب عشرة فقط».. يقول: «لو أنّ عشرةً يهجمون على هذا (البُعبُع)(1)، على هذا



(1) «بُع بُع: من حكاية الصبيان». تاج العروس من جواهر القاموس 11:25 ـ بحسب الطبعة الاُولى لدار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ببيروت ـ وهي هنا بمعنى الأمر المرعب والمخيف.