المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

152

ثمّ يرى مسلم بن عقيل أنّ من المصلحة أن ينتقلَ إلى بيت آخر ويكونَ مكثه في الكوفة سرّيّاً؛ لأنّ عبيد الله بن زياد بدأ عمليّة التعقيب والتفتيش عن مسلم بن عقيل؛ فبينما الوالي السابق(1) كان سلبيّاً، أصبح عبيد الله بن زياد يفكّر في مجابهة هذا التجمّع وبذرة هذا التجمّع.

وحينئذ انتقل مسلم بن عقيل من بيت المختار إلى بيت هانئ بن عروة (رضوان الله عليه)(2) وبقي هناك متكتّماً بمكثه، وأخذ الشيعة يزورونه متكتّمين.

وكان ظهور مسلم بن عقيل في اليوم المشهود مع أربعة آلاف، وكان العمل ـ الذي مارسه حينما ذهب إلى قصر الإمارة مع هذا العدد من الشيعة، وحاول أن يحتلّ قصر الإمارة وأن يسيطر على مقاليد الموقف ـ خارجَ نطاق التخطيط المتّفق عليه بين مسلم والحسين (عليه السلام)(3).

كان هذا العمل بملاك الدفاع؛ لأنّ مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) وقع في موقع الدفاع. عبيد الله بن زياد بدأ بالهجوم، أخذ يحاول أن يتعقّب مسلم بن عقيل وأن يقضي على هذه البذرة، فكان مسلم بن



(1) وهو: النعمان بن بشير.

(2) انتقل مسلم إلى دار هانئ بن عروة المرادي، راجع: الأخبار الطوال: 233 بحسب طبعة منشورات الشريف الرضي بقم.

(3) الفتوح، 5:49 بحسب الطبعة الاُولى لدار الأضواء ببيروت.