المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

171

على الثورة، خصوصاً بعد بيعة أهل الكوفة وغيرهم له ومطالبتهم إيّاه الإسراع بالمجيء إلى العراق، الأمر الذي لم يبق أمام الإمام (عليه السلام) من خيار سوى الاستجابة لنداءات الثورة، وقد استجاب عندما بعث رسوله ابن عمّه مسلم بن عقيل (عليه السلام) لاستطلاع الوضع في الكوفة للتأكّد من مقوّمات النصر، وبعد أن مكث مسلم (عليه السلام) قرابة أربعين يوماً في الكوفة بعث إلى الحسين (عليه السلام): أن أقدم فإنّ هؤلاء جنود مجنّدة لك. وحينما رأى الإمام المؤشّرات الدالّة على النصر جدّ المسير إلى العراق، وحينما وصل مقصده حيل بينه وبين الدخول إلى الكوفة، وعُزل عن أنصاره، فاختلّ ميزان القوّة بينه وبين أعدائه لصالحهم، وحدثت المواجهة غير المتكافئة واستشهد الإمام الحسين (عليه السلام)، فكانت شهادته خسارة كبيرة للإسلام ونكبة عظيمة حلّت بالمسلمين، وإذاً فإنّ شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) حدثت بسبب اختلال ميزان القوّة بين الإمام وجيش عبيد الله بن زياد، وإنّ الأسباب التي أدّت إلى هذا الاختلال إنّما هي أسباب لم تكن في حسبان الإمام وقد فوجئ بها.

ويتساءل هذا الكاتب ويستفهم ويقول: ما معنى اعتبار قتل الحسين (عليه السلام) انتصاراً للإسلام؟ هل يسبّب قتله هداية الناس أو أنّ