المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

179

الناس يهديهم إلى الإسلام ويعلّمهم أحكام الدين ويقودهم، وبين أنيكون ميتاً لا يفعل شيئاً من ذلك؟ واستنتج أنّ مصلحة الاُمّة والرسالة ليست في موت الإمام (عليه السلام) وإنّما هي في بقاء الإمام حيّاً لكي ينتفع الإسلام به.

الدليل الثاني: ما هو مدى تأثير استشهاد الإمام (عليه السلام) على الحكم الاُموي وعلى الفتوحات التي حصلت بعد استشهاده، كفتح بخارى وسمرقند وأندونيسيا؟ لا شكّ في أنّ الحكم الاُموي كان قويّاً قبل شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، وظلّ قويّاً بعده، والدليل على ذلك هو قيامهم بالفتوحات المذكورة مباشرة بعد استشهاد الإمام، كما أنّ شهادة الإمام (عليه السلام) لم تزد في فضيحة بني اُميّة؛ إذ كانوا مفضوحين لدى الاُمّة من قبل، وقد سبق القول من معاوية لأهل العراق: «ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا... ولكنّي قاتلتكم لأتأمَّرَ عليكم»(1).

بل على العكس، فبنو اُميّة تمكّنوا من توطيد حكمهم بقتلهم الإمام الحسين (عليه السلام) لتخلّصهم من قوّة معارضة كبيرة.



(1) بحار الأنوار لدرر أخبار الأئمّة الأطهار 44:49 بحسب الطبعة الرابعة لمؤسّسة الوفاء ببيروت.