المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

59

أ ـ لعلّ ذاك الشخص لم يفهم حينما قال له الإمام الحسين: «إنّي أعلم أنّي سوف اُقتل»، قال له: «يا سيّدي ما بال النسوة؟ فلماذا تأخذ معك حريم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟»، قال: «لأنّ الله أراد أن يراهنّ سبايا».

ولم تكن هذه الإرادة إرادةً تكوينيّة، وإنّما كانت إرادة تشريعيّة، يعني: أراد أن يصحب معه النسوة من حريم النبي (صلى الله عليه وآله) حتّى يشارِكْنَ في المحنة، ويشارِكْنَ في اعتداء طواغيت بني اُميّة؛ لكي يكون هذا عاملاً مساعداً في هزّ ضمير الاُمّة.

هذه الظروف العاطفيّة أيضاً حشدها باستمرار، وكان يحاول باستمرار أن يستثير كلَّ من يجده، حتّى عبدالله بن عمر، حتّى أعداءه وخصومه.

قال: «يا عبدالله بن عمر! لا تترك نصرتي»(1)؛ يعني: ليست نصرتي بأن تقبِّلني(2) وأن تكرّمني، وإنّما نصرتي بأن تمشي في خطّي،



(1) قال (عليه السلام): «اتّق الله أبا عبد الرحمن، ولا تَدَعَنَّ نصرتي». الفتوح 5:25 بحسب الطبعة الاُولى لدار الأضواء ببيروت.

(2) «فلمّا رأى ابن عمر إباءه قال: يا أبا عبدالله! اكشف لي عن الموضع الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبّله منك، فكشف الحسين (عليه السلام) عن سرّته، فقبّلها ابن عمر ثلاثاً وبكى». الأمالي (الصدوق): 153 بحسب الطبعة الرابعة لمنشورات المكتبة الإسلاميّة.