المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

73

هانت عليه نفسه، بل هان عليه نفس الإسلام والرسالة؛ فلم يعد يهتمّبالرسالة بقدر اهتمامه بمصالحه الشخصيّة، تضاءلت أمامه الرسالة، وكبر أمامه وجوده ومصلحته واعتباراته ودراهمه.

هذا القسم فرقُه عن القسم الأوّل: أنّ القسم الأوّل كان يشعر بالمصيبة، لكن لم يكن يستطيع الحلّ، من قبيل المدخّن الذي يشعر بأنّ الدخان ضرر عليه لكنّه لا يستطيع أن يتركه. وأمّا القسم الثاني فمن قبيل المدخّن الذي لا يعرف أنّ الدخان يضرّه.

القسم الثالث: البسطاء الذين تنطلي عليهم المخطّطات الاُمويّة:

هذا القسم هو قسمٌ من الاُمّة من الأفراد المغفّلين الذين كان بالإمكان أن تنطلي عليهم حيلة بني اُميّة لو سكت صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) وأجمعوا على السكوت عن تحويل الخلافة إلى كسرويّة وقيصريّة.

في عهد معاوية بن أبي سفيان طرأ على نفس مفهوم الخلافة ـ بقطع النظر عن الشخص الذي يتقمّص هذا الثوب، وأنّه محقّ أو معتد ـ تغيّر أساسي، ولم تعد الخلافة حكماً للاُمّة، وإنّما هي كسرويّة وقيصريّة