المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

75

المعركة مع معاوية وإعلانه الهدنة مع معاوية(1) لم يكن ـ في أكبر الظنّ ـ مكشوفاً بالدرجة الكافية الواضحة إلّا داخل دائرة الجماهير الكبرى في العالم الإسلامي التي كانت تعيش المأساة عن قرب، من قبيل الكوفة، ومن قبيل العراق بشكل عامّ، والتي كانت بيدها خيوط الحكم في العالم الإسلامي.

وأمّا ذاك الإنسان الواقع في آخر حدود العالم الإسلامي ـ في أقاصي خراسان مثلاً ـ ولم يكن يعيش المحنة يوماً بعد يوم، ولم يكن يكتوي بالنار التي اكتوى بها الإمام الحسن (عليه السلام) في الكوفة من قواعده وشيعته وطائفته وأعدائه، وإنّما تجيئه الأخبار عبر المسافة ما بين الكوفة وأطراف خراسان مثلاً، ذاك الإنسان لم يعرف بشكل واضح شيئاً محدّداً عن هذا التنازل: أَ هو اعترافٌ بشرعيّة الاُطروحة الاُمويّة؟ أم هو تصرّف اقتضته الضرورة والظروف الموضوعيّة التي كان يعيشها الإمام الحسن (عليه السلام) ؟



(1) راجع: كتاب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ودورهم في تحصين الرسالة الإسلاميّة، المحاضرة الرابعة عشرة: 381، والمحاضرة الخامسة عشرة: 407.