المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

78

الموقف الثاني: رفض المبايعة مع البقاء في المدينة أو مكّة:

الموقف الثاني هو أن يظلّ الإمام الحسين (عليه السلام) في المدينة أو في مكّةويرفض البيعة. حينما يرفض البيعة يبيّن بذلك شجبه لعمليّة التحويل، ولكنّه يظلّ باقياً في مكّة أو المدينة حتّى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

والإمام الحسين (عليه السلام) نفسه كان يؤكّد ـ والظروف الموضوعيّة كلّها كانت تشهد على طبق تأكيده، بقطع النظر عن إمامته وعصمته ـ أنّه لو بقي في المدينة أو في مكّة لقتل من قِبل بني اُميّة وبنو اُميّة لا يدعونه حتّى يقتلوه ويغتالوه، ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة.

وهذا القتل الضائع لم يكن يحقّق ذلك المكسب الذي يريده على مستوى هذه الأقسام الأربعة.

صحيحٌ أنّه يقتل في سبيل امتناعه عن مبايعة يزيد بن معاوية، لكن أين هذا من ذاك القتل الذي استطاع أن يحرّك البقيّة الباقية من عواطف المسلمين تجاه نبيّهم ورسالتهم وقرآنهم؟!

الناس حينما يفتقدون إيمانهم بالدين أو إيمانهم بأيّ عقيدة، تبقى عندهم مجموعةٌ من العواطف بعد انطفاء العقيدة، ولكي يمكن إرجاعهم إلى تلك العقيدة لابدّ من تحريك هذه العواطف.

وهذه العواطف لم يكن بالإمكان تحريكها في قتل عابر سهل من