المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

90

3 ـ الشعار:

ولكي لا تشوّه هذه الثورة، خصوصاً وأنّ الإمام (عليه السلام) قد علم بخيانة أهل الكوفة، وكيف أنّهم قتلوا رسوله مسلم بن عقيل (عليه السلام) وصاحبه هانئ بن عروة، وشرّدوا بقيّة الأنصار، واعتقلوا قسماً منهم.. إنّ هذه الصورة جعلت الإمام الحسين (عليه السلام) أمام مواجهة عسكريّة لا مناص منها.

ولكي لا تشوّه هذه الثورة كما قلنا، فقد أعلن الحسين (عليه السلام) عن أهدافها وطرح شعاراتها ابتداءً من المدينة حتّى يوم المجزرة الكربلائيّة؛ فهو يقول: «والله إنّي ما خرجت أشِراً ولا بطِراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي، لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر»(1).

ثمّ إنّه وضع الاُمّة أمام الخيارات التي لا مناص منها ليجعل من ثورته الاُسلوبَ الوحيدَ أمام التحدّيات الكافرة؛ فبعد أن التقى الحرَّ



(1) «وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب النجاح والصلاح في اُمّة جدّي محمّد، اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر». الفتوح 5:21 بحسب الطبعة الاُولى لدار الأضواء ببيروت.