المولفات

المؤلفات > الفتاوى الوجيزة

19

الطهارة

تمهيد

أهمّ العبادات الصلاة، فإنّها عمود الدين، وقد أوجب الشارع على المصلّي أن يكون متطهّراً من الخَبَث ومن الحَدَث.

ونقصد بالخبث هنا: النجاسة، ومردّ النجاسة إلى أشياء مادّيّة تقع تحت الحواسّ: كالدم والبول والغائط والميتة، وغيرها من الأخباث، أي النجاسات التي يأتي الكلام عنها.

وأمّا الحدث في اصطلاح الفقهاء فلا يدرك بالحسّ، بل هو أمر معنويّ يوجب الوضوء أو الغسل، ومثاله الجنابة.

والخبث يُزال وتحصل الطهارة منه بالغسل بالماء الطاهر، وبوسائل اُخرى أحياناً، كالأرض. والحدث يُزال وتحصل الطهارة منه بالوضوء بالماء الطاهر، أو الاغتسال به، وبالتيمّم بالتراب أحياناً. وسيأتي الحديث عن ذلك مختصراً إن شاء الله تعالى.

ولمّا كان الماء الطاهر هو المطهّر الرئيس من الحدث والخبث تعيّن في البداية أن نتحدّث عن الماء وأقسامه، ومتى يكون طاهراً ومطهّراً من الحدث والخبث؟ ومتى لا يكون كذلك؟