المولفات

المؤلفات > بحوث في الاجتهاد والتقليد

28

تحصيل ركون النفس إليه _ يمنعه عن الركون إلى فتوى من خالفه بحيث يفقد التقليد ما ينبغي أن تكون له من الطريقية والمرآتية، فإذا صار الأمر كذلك اضطرّ إلى الاحتياط.

ثم إنّ المشكلتين اللتين أبرزناهما أمام فتوى المتجزّي تجعلان فكرة التجزّي فكرة مرنة قد تصحّ وقد لا تصحّ، لا كما قد يقال من استحالة التجزّي؛ لأنّ الملكة بسيطة لا تتجزّء، ولا كما قد يقال من ضرورة التجزّي لاستحالة الطفرة.

وقد أُجيب على الأوّل: بأنّ الملكة والقدرة وإن كانت بسيطة ولكن مصبّها _ وهي استنباط الأحكام _ متعدّد ومختلف باختلاف الموارد في السهولة والصعوبة، أو في مقدار المراس الذي يمتلكه صاحب الملكة في ذلك الحقل.

وقد عُلّق على الثاني: بأنّ هذه الاستحالة استحالة عادية لا عقليّة؛ إذ لا مانع من حصول ملكة الاجتهاد المطلق دفعة واحدة ولو بالإعجاز والإفاضة من الله تعالى.

أقول: إنّ حالة الركون التي تحصل للفقيه بفتواه قد لا تحصل للشخص إلّا في الأخير، أي: حينما يصبح فقيهاً مطلقاً؛ لما تكتمل


(1) راجع التنقيح، ج1، بحث الاجتهاد والتقليد، ص33 _ 35.