المولفات

المؤلفات > بحوث في الاجتهاد والتقليد

49

الإجزاء. ولكنّنا نقول هنا: بأنّ قوله(علیه السلام) في صحيحة يونس: «أما لكم من مفزع؟! أما لكم من مستراح تستريحون إليه؟!» يدل بإطلاقه على الاستراحة الكاملة والاعتماد الكامل، وهذا لا يكون إلّا بفراغ البال عن عدم وجوب الإعادة والقضاء في المستقبل فهذا لا محالة يدل على الإجزاء، والإرتكاز وإن كان غير مقتض للإجزاء ولكن لا يوجد في الإرتكاز ما يمنع عن جعل الإجزاء بالنسبة لمن يتقمّص قميص المولويّة حتّى يكون كاسراً للإطلاق.

وبكلمة أُخرى: إنّ الإرتكاز العقلائي إن لاحظناه في الحياة الاعتياديّة كمراجعة الطبيب والمهندس وما إلى ذلك فلا معنى للإجزاء فيها بمعنى الأمن من العقاب وسقوط الاحتجاج وعدم التنجيز، وإنّما ذلك يتصوّر له معنى في التقريب الثاني للإرتكاز، وهو أنّ من يتقمّص من العقلاء قميص المولويّة يجعل التقليد من أهل الخبرة في الوصول إلى ما يريده المولى حجّة على رعيّته، وهذا نسبته إلى جعل الإجزاء وعدمه حياديّة، فالإرتكاز وإن لم يكن يقتضي ضرورة جعل الإجزاء عن القضاء والإعادة بعد انكشاف الخلاف ولكنّه لا يمنع أيضاً عن جعل ذلك، بل يرى جعله أمراً مناسباً ما دام أنّ خطأ العبد نشأ من خطأ الحجّة، إذاً فالإرتكاز لا يكسر هنا الإطلاق الثابت في الدليل اللفظي.