المولفات

المؤلفات > القضاء في الفقه الإسلاميّ

117

على ذلك؛ فالاستشهاد بنصّ الرسول (صلى الله عليه و آله) على أنّ تارك الصلاة بريء من ذمّة اللّه ورسوله صحيح، وهذا لا ينافي ما نفهمه من روايات ما أوعد اللّه عليه النار التي قلنا إنّ ظاهرها إرادة الوعيد في الكتاب، فنحن نفهم منها أنّه ما من معصية كبيرة إلا وهي مذكورة في القرآن، ولو كانت مذكورة في السنّة أيضاً. ومن الواضح دلالة القرآن على كون ترك الصلاة كبيرة؛ حيث جعله سبباً من أسباب السلوك في سقر في قوله تعالی:﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلّا أَصْحٰابَ الْيَمِينِ * فِي جَنّٰاتٍ يَتَسٰاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مٰا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قٰالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ *وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ *وَكُنّٰا نَخُوضُ مَعَ الْخٰائِضِينَ *وَكُنّٰا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتّٰى أَتٰانَا الْيَقِينُ *فَمٰا تَنْفَعُهُمْ شَفٰاعَةُ الشّٰافِعِينَ﴾(1).

وقد يورد على جعل المقياس الوعيد بالنار _ سواء خصّ ذلك بالكتاب أو لم يخصّ _ بأحد إيرادين:

الأول، أنّه ما من معصية إلا وقد ورد عليها الوعيد بالنار في القرآن. قال اللّه تعالى:

﴿وَمَنْ يَعْصِ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نٰاراً خٰالِداً فِيهٰا وَلَهُ عَذٰابٌ مُهِينٌ﴾(2).

وقال تعالى: ﴿بَلىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحٰاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولٰئِكَ أَصْحٰابُ النّٰارِ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ﴾(3).

وقال تعالى: ﴿قٰالَ اخْرُجْ مِنْهٰا مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ


(1) المدثر: 38 _ 48.

(2) النساء: 14.

(3) البقرة: 81.