المولفات

المؤلفات > القضاء في الفقه الإسلاميّ

132

الإصرار...»(1). وهذا الحديث تام سنداً؛ لأنّ الصدوق رواه عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير، ومن قبل الهمداني لا إشكال فيهم، وأمّا الهمداني فهو وإن لم يرد في كتب الرجال توثيقه، لكن يكفي في توثيقه ما ذكره الصدوق (رحمه الله) في كتاب «كمال الدين وتمام النعمة» من قوله بعد ذكر حديث: «لم أسمع هذا الحديث إلا من أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) بهمدان عند منصرفي من حجّ بيت اللّه الحرام، وكان رجلاً ثقةً ديّناً فاضلاً رحمة اللّه عليه ورضوانه»(2). وما عن الفضل بن شاذان _ والسند غير تام _ عن الرضا (عليه السلام) في تعداد الكبائر وفيه: «الإصرار على الذنوب»(3). وعن تحف العقول مرسلاً «والإصرار على الصغائر من الذنوب»، والظاهر أنّ هذا هو المقصود حتى مع حذف كلمة «الصغائر»، فإنّ الكبائر هي كبائر بلا حاجة إلى إصرار. وما عن الحسين بن زيد عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) في حديث المناهي: «أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) قال: لا تحقّروا شيئاً من الشرّ وإن صغر في أعينكم، ولا تستكثروا شيئاً من الخير وإن كثر في أعينكم، فإنّه لا كبير مع الاستغفار، ولا صغير مع الإصرار»(4)، وسنده غير تام. وما عن أبي بصير بسند تام، قال: «سمعت أبا عبداللّه (عليه السلام) يقول: لا واللّه لا يقبل اللّه شيئاً من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه»(5). ومقتضى إطلاق الحديث أنّ الإصرار على


(1) وسائل الشيعة، ج11، ص266، الباب 47 من جهاد النفس، ح 11.

(2) كمال الدين وتمام النعمة، آخر باب ما روي عن أبي الحسن موسى بن جعفر في النص على القائم، ص369، بحسب طبعة دار الكتب الإسلامية بطهران.

(3) وسائل الشيعة، ج 11، ص261، الباب 46 من جهاد النفس، ح33.

(4) نفس المصدر، ص246، الباب 43 من جهاد النفس، ح 8.

(5) نفس المصدر، ص268، الباب 48 من جهاد النفس، ح 1.