المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

106

مستوى علميّ وفقهيّ، فإنّ هذه الطائفة قد خلّفها الإمام الباقر والإمام الصادق(عليهما السلام)، وفيها أكبر مدرسة للفكر الإسلاميّ في العالم الإسلاميّ على الإطلاق، المدرسة التي تكوّنت من الجيلين المتعاقبين: جيل تلامذة الإمام الصادق والكاظم(عليهما السلام)، وجيل تلامذة تلامذة الإمام الصادق والكاظم، وهذان الجيلان كانا على رأس هذه الطائفة في ميادين الفقه والتفسير والكلام والحديث والأخلاق وكلّ جوانب المعرفة الإسلاميّة.

إذن، فلا يمكن أن نفترض أنّ المستوى الفكريّ والعلميّ لهذه الطائفة كان يَعْبرُ عليه مثل هذا.

ولئن أمكن لشخص أن يتصوّر أنّ رجلاً عالماً كبيراً محيطاً مطّلعاً بلغ الخمسين أو الستّين يستطيع أن يُقنع مجموعة من الناس بإمامته بسبب اتّصافه بدرجة كبيرة من العلم والمعرفة والذكاء والاطّلاع وهو ليس بإمام، فليس بالإمكان أن نفترض ذلك في شخص لم يبلغ العاشرة من عمره، وكيف يعمّي الطفل كذبه في دعوى الإمامة على مدرسة فكريّة من أضخم المدارس الفكريّة التي وجدت في العالم الإسلاميّ يومئذ، مدرسة كان يوجد بعض قطّاعاتها في الكوفة، وبعضها في قم، وبعضها في المدينة، وكانت موزّعة في حواضر العالم الإسلاميّ والتي كانت كلّها على صلة مباشرة بالإمام الجواد(عليه السلام)، تستفتيه وتسأله وتنقل إليه الأموال من مختلف الأطراف من