المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

107

شيعته(1)، فمثل هذه المدرسة لا يمكن أن نتصوّر فيها أن تغفل عن حقيقة طفل لا يكون إماماً.

والثالث: أن يفترض أنّ الطائفة لم يكن عندها مفهوم الإمام والإمامة واضحاً بالمعنى الذي نقوله، وكانت تتصوّر أنّ الإمامة مجرّد تسلسل نسبيّ ووراثيّ، ولم تكن تعرف ما هو الإمام، وما هي قيمته، وما هي شروطه.

وهذا الإفتراض أيضاً يكذّبه واقع التراث المتواتر المستفيض من أميرالمؤمنين إلى الإمام الرضا(عليهما السلام) عن شروط الإمام، ومحصول الإمام، وعلامات الإمام.

فالتشيّع قام أساساً على المفهوم الإلهيّ المعمّق للإمامة، وهذا هو أوضح وأبده وأوّل مفهوم من مفاهيم التشيّع، وهو: أنّ الإمام إنسان فذّ فريد في معارفه وأخلاقه وقوله وعمله، وقد بشّرت بهذا المفهوم آلاف النصوص من عهد أميرالمؤمنين(عليه السلام)إلى عهد الرضا(عليه السلام)، وكلّ الخصوصيّات وكلّ التفاصيل أصبحت بالتدريج واضحة في ارتكاز الطائفة وذهنيّتها حتّى بعض التفاصيل الثانويّة.

يقول الراوي في مناسبة قصّة الإمام الجواد(عليه السلام): دخلت المدينة بعد


(1) اُنظر بحار الأنوار 50، ب 3 و4 و5 من حياة الإمام الجواد(عليه السلام)، الصفحة: 37 وما بعدها.