المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

112

انعكس على واقع الجهاز الحاكم حتّى شعر المتوكّل بخطورة الموقف وحرجه، فحاول تفادي المضاعفات بطريقتين متلازمتين في آن واحد معاً:

1 ـ شنّ حملة مطاردة واضطهاد لقواعد الإمام(عليه السلام) وأصحابه وتدمير كلّ أثر شيعيّ لهم، زيادةً في إرهابهم، وإمعاناً في إذلالهم «حتّى أنّه كرب قبر الحسين وعفى آثاره»(1).

2 ـ عزل الإمام(عليه السلام) عن قواعده، تمهيداً لشرذمتها، وتمييع قضيّتها، وتأييسها من الانتصار.

أقول: وإنّني أقتصر هنا على ذكر عدد من الروايات من البحار ممّا توضّح هيبة الإمام عليّ الهادي(عليه السلام) وعظمته الاجتماعيّة:

1 ـ روى في البحار(2) عن مروج الذهب للمسعودي، عن يحيى بن هرثمة قال: «وجّهني المتوكّل إلى المدينة لإشخاص عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى(عليه السلام) لشيء بلغه عنه، فلمّا صرت إليها ضجّ أهلها، وعجّوا ضجيجاً وعجيجاً ما سمعت مثله، فجعلت اُسكّنهم وأحلف أنّي لم اُؤمَر فيه بمكروه، وفتّشت منزله فلم اُصب فيه إلّا مصاحف ودعاء وما أشبه ذلك، فأشخصته وتولّيت خدمته وأحسنت عشرته...».

 


(1) اُنظر مقاتل الطالبيّين: 395.

(2) بحار الأنوار 50:207.